هذه القصيدة اهداء لكل من يقطنون في القدس الجريحه ...
عصف الرصاص بأمها وأبيها
وبزوجها الغالي وكل بنيها
نثرو امام الدار مخ صغيرها
" وتفننوا " في صنع ما يؤذيها
هدموا منازلها ولم يدعوا لها
دارا ً لها في ارضها ئؤويها
سرقوا عبائتها وارخوا حاجزا ً
يُــخفي عن الانظار مغتصبيها
صاحت وصاح اباؤها وعفافها
وبكت ، ولكن عند من يبكيها
عطشت وزخات الصاص تزيدها
عطشا ، ولم تظفر بمن يسقيها
لما افاقت من دوار جراحها
وتوقفت طلقات من يرميها
نادت ولم تسمع مجيبا ، إنما
سمعت صدى من صوتها يشقيها
ورنت إلى الأفق البعيد فما رأت
إلا وجوه عتاة جلاديها
أين الديار واجهشت آثارها
من حولها وبكت دماء ذويها
قال الركام : أنا الديار تحطمت
بالامس ، وانهدمت على اهليها
صارت قبورا ً للضحايا بعدما
كانوا يبثون السعادة فيها
بالامس جاء الليل وهي سعيدة
واليوم ظلمة فجرها تشقيها
ولربما اسود الضياء إذا رأت
عين ابن آدم فيه ما يعشيها
في وجهها الحنطي ألف حكاية
بلسان حسرة قلبها تحكيها
من أنت ِ والتفتت إلى َّ ، وصمتها
مني - برغم جفافها - يدنيها
من أنت ِ ؟ واشتعلت اهدابها
نظرات حزن ٍ كاللظى تصليها
من انت ِ ؟ وانطفأت شموع حديثها
مثل انطفاء اللحن من شاديها
أنا وجه ارمــلة ٍ وعين يتيمة ٍ
وفؤاد ثكلى ، بؤسها يطويها
أرأيت ، كيف تجمعت في قصتي
صور الأسى حتى بكى راويها ؟!
أنا من أسمى " القدس " كيف نسيتني
انسيت ارملة ً شكى شاكيها ؟!
انسيت من ترنو إليكم ، مثلما
ترنو مشردة ٌ إلى واديها ؟!
" القدس " من معنى القداسة أحرفي
معنى ً يزيد مكانتي تنزيها
بالمسجد الأقصى شرفت ، وانما
تعلي الكريمة قدر من يعليها
أنا من اسمى " القدس " يلفحها الاسى
والمعتدي بسهامها يرميها
ذرافة العين ، صَـبرك ِ ، إنما
هي فتنة سيموت من يحييها
" القدس انت ِ " نعم ، حبيبة امة ٍ
مازال نور كتابها يهديها
كل الدعاوي سوف تأكل بعضها
حتى نرى الرجل السفيه سفيها
* * * * *
شعر : د / عبد الرحمن العشماوي
يا نجما ً يضيء سماء الشعر .... لك تقديري ...
انين الصمت
