رحلت لتتركني في صمت...
أهكذا هي النهاية..
رفعت يدك مودعاً لي وابتسامة يأس تعلو شفتيك ..
ثم غادرت المكان.....
لا متى سأستيقظ ............ هذا كابوس!!..
لا يمكن أن ترحل..
شعرت بالمرارة والألم..... ضاق صدري بالهموم... صرخت وتألمت ....
شعرت وكأن قبضة قوية أطبقت على قلبي ... وضعت يدي على أذني حتى لأسمع صوتك وأنت ترحل..
بكيت لكن من دون دموع..... تعجب من حولي هل من إنسان يبكي بلا دموع؟؟
أجل.. من شعر بمرارة الوحدة والخيانة سيبكي ...لكن من دون دموع ....
حتى إن أنفطر القلب.. تصمد العيون في وجه الألم وترفض الخضوع لإهانة القلب.....
نتألم لكن بصمت...
نظرت للسماء الصافية لا هواء لا غيوم فقط الشمس.... تنشر حرارة وهجها وكأنها تشعر بحرارة ما أعاني..
كان رحيلك واضحا.. قلتها وداعا.. أي لا لقاء بعد اليوم ....
هذه المرة صرخت لكن حاولت أن أكبت صرختي فارتجف جسدي من قوة صدى الصرخة بداخلة.. لما رحلت.. وتركتني وحدي في طريق مظلم لانهاية لامتداده...
كيف أقدمت على السير في هذا الطريق؟... لأنك كنت بجانبي... أنت شعلتي في هذا الظلام... مشجعي لسير بلا توقف...
ولآن.. لا شيء.... أنا بقيت في مكاني لا أعرف ما العمل؟؟
أشعر بالضعف والألم والوحدة .. هذا ما أشعر به ...هذا ما نشعر به عندما نودع عزيزا على قلبنا... نفعل المستحيل لنلتقي به.. لكن من غير جدوى
غرقت في الصمت طويلاً ..وطال كما طال انتظاري لعودة مستحيلة.................. عندها جاء صوتك هامساً صوت منخفض ... لكن وقعه علي في هذا الصمت... وكأنه انفجار..
رمشت عيناي بسرعة ...وبدأت الدموع بالتجمع .. أنه... أنه صوتك وقفت.. ألتفت .. أين أنت؟ أنت؟
صرخت لكن لا أجابه هل أتوهم ؟؟ ربما جاء الصوت ..
لما كل هذا الحزن؟.. إنه هو.. أين أنت؟..
أرجوك تعال لا تتركني وحيدة ... فأجاب وحيدة؟..... ما هذا الكلام؟
ومن حولك ماذا يعنون لكي ؟
هل ستجعلينهم يعانون؟.... يتألمون؟... فصرخت لا يهم ..أنت من يهمني...
فأجاب: يالك من أنانية... لم أعرف أنكي فتاة أنانية.................. أنانية أنا لما؟
عندها قال : عندما تتركينهم في قلق دائم عليك ...أنتي...
.. "كيف يفكر"...لكني أتألم لماذا ذهبت ؟؟
فأجاب: أزف الرحيل................
تردد صدى هذه الكلمتين في حلقة من صمت لا ينتهي .........
فهمت الأمر ليس بيد أي منا فقد أزف الرحيـــــل!!!!!!!!!!!!!!!!
أطلقت عيني العنان لدموعها التي حبست طويلا فتدفقت... بكيت بدموع هذه المرة...
تجمعت الغيوم في السماء... واختفت الشمس... دوى صوت الرعد مشتتاٍ الصمت ...ولمع البرق في سماء مظلمة.... وهطل المطر بغزارة..
قلت من بين صوت متهدج بالبكاء: أزف الرحيل فلا أمل
نهضت ... فتحت عيني لكن الرؤيا لم تكن واضحة بسبب الدموع .. لمع البرق... رأيته أمامي.... هذه المرة أبتسم ابتسامة ملأتني بالحياة من جديد..
لا أرى صورتك بوضوح.... رفعت يدي لأمسح دموعي ...وضعت يدي على عيني فلمعت الشمس...
أبعدت يدي فرأيت الغيوم قد تبددت... أشرقت الشمس هذه المرة... أشعة دافئة مملوءة بالأمل....
ابتسمت وقلت: وإن رحلت... ستبقى ذكراك نوراً يضيء طريقي وأملاً يدفعني للتقدم وتحقيق أحلامي بالحياة
لكن هذه المرة أحلام لا تعرف اليأس ............
عندها ضحك ورحل أجل صحيح.....
لست وحدي فهناك من يهتم لأمري الأهل والأصدقاء...
تنهدت وعدت للمنزل لأبدأ من جديد ..............