وللحب تعليل وللهجر تعليل
في العين سواد مميز
في القلب بياض ناصع
في الروح تناقض يدرك
وفي تتابع الأيام اكتشافات لا بد منها
أما في الحب موت .. وأني على يقين بأن في الموت حب
فبعضهم يتمنى الموت وليس يدري
وبعضهم يقترف الانتحار ولم يدرك ما فعلته نفسه
أما في دنيا الحب
في لحظة واحدة
في انفجار واحد
ينقلب فعل المضارع إلى فعل ماض ٍ ناقص
يحتكر الذكرى وينقص المكان
ويصبح ما بعده ظلام يدرك بالحواس الخمس ..؟
لم يلتفت للموت أو الانتحار ربما يتقن النسيان
فقولي ماذا فعلتي ...
يا سيدتي
بأي قلب أناديه يا سيدتي
ولماذا جعلتيني أحبك إلى هذا الحد من الجنون
أنام أفكر في غيري
أمشي أفكر في غيري
أضحك أفكر في غيري
أبكي أفكر في غيري
أجوع أفكر في غيري
وحتى عندما أتعب أفكر في غيري
ولكن عندما أتنفس لا أفكر إلا بك أنت ... نعم أنت !
فهل ناظرتي سطوع الشمس في بلادي
وأدركتي انبهار القمر في ليلي
وشموخ الجبال الذي يملأ نفسك
واخضرار الأرض التي تشبه قلبي
وغزارة الأمطار التي تمثل دموعي
ولهفت روحي .... وحرقت قلبي
وبريق عينيك ....
تمعني وحدقي جيدا َ يا سيدتي
بشجر اللوز الذي يلبس وجهي
وزهر التفاح وعطر صوتي
وثيابك ِ التي تعطر من ألقي
وانتبهي جيدا ً لشعرك المبتل بالندى من عرقي
وشفتيك ِ الرقيقتين من قُبلي
وصدرك المسكوب من خمري
ستعلمين كم أهواك ِ يا قدري ...؟
ربما كنت ُ هنا منذ قليل
في أول لقاء على هذه الأرض
يجمعني بما كان فيا من أمس
وبما سيكون عليا أن أكونه في غد ٍ
فبعد قليل
في ساحة ٌ مجاورة لهذه الساحة
في ساعة الغروب ذاتها
في شهقة روحي المتبعثرة
شاهدت على مرأى منك ِ
وربما على يديك ِ أضع شفتاي
فيفوح عطر مبسمك ِ
فيصبح للجنين
روح
وأسم
وطبع
وقلب
وللحب مذاق الدموع
وللشوق نبض
ولك ِ كل الفصول
عم قليل ... من وجعك في صدري
عم قليل ... من راحتي في صدرك
سأجعل للقمح ديوان شعر
وللعصافير لغة وسماء وفضاء
وللخمر جرار معتقة
وللسكر أقداح لا تعد
وللغياب عربدة للرجوع
وللتصوف عبادة
وللعشق عمر الخلود
سأنحني
لتمر عاصفة الأمطار
المحملة بالنداء الأخير
للشوق .. للحب .. للحنين
لقسوتك التي تكسر الظهر
سأقف بفضل العبير
من يديك ِ أشحذ العبير
أتناسى ما بي من أشياء من وجع من سنين
أتأمل الشمس في عينيك
أتأمل اليقين
أتأمل طفلة شقراء تلبس فستانها الكستنائي
أتأمل الوجوه
عسايا أن أدرك أنني مازلت هنا
في دنيا التعب والعنا
عسايا أن أدرك بأنك هنا والحب تملكين
عسايا أن أدرك أن الله هنا ليجعلني من الصابرين
عسايا أن أدرك النرجس
عسايا أن أدرك العبير
عسايا أن أدرك الياسمين
عسايا أن أدرك للهجر تعليل
وللعذاب تعليل
ولك ِ ألف تعليل ....
عسايا
عسايا
عسايا
....
اشتقت إليكم
أتمنى أن تكونوا بخير