اموجز تاريخ القدس عبر العصور
تعد القدس "مدينة السلام " من أقدم مدن الأرض في العصر التاريخي فهي أقدم من بابل ونينوى، ولا يسبقها في القدم على ما يبدو إلا "أون" أو "هليوبوليس " شمال القاهرة والتي اسماها العرب "عين شمس" وترجع نشأة المدينة إلى 3000 ق.م . وقد سكنها اليبوسيون، إحدى القبائل الكنعانية من العرب الأوائل الذين نزحوا من الجزيرة العربية مع من نزح من القبائل الكنعانية حوالي سنة 2500 ق.م واحتلوا التلال المشرفةعلى المدينة القديمة.
الحكم الفارسي
استمرت سيطرة اليهود على أورشليم من عهد داود حوالي سنة 1000 ق. م إلى أن فتحها نبوخذ نصر (بختنصر) في سنة 586 ق.م ودمرها ونقل السكان اليهود إلى بابل (السبي البابلي ) وبعد أن استولى الفرس على سورية وفلسطين سمح الملك كورش سنة 538 ق.م لمن أراد من الأسرى اليهود بالرجوع إلى أورشليم.
الاسكندر المقدوني:
ظلت البلاد تحت الحكم الفارسي إلى أن فتحها الاسكندر المقدوني سنة 332 ق.م، وتأرجحت السيطرة على أورشليم في عهد خلفائه البطالمة والسلوقيين وقد تأثر السكان في هذا العهد الهلينستي بالحضارة الإغريقية.
الرومان:
بعد فترة من الفوضى استولى الرومان على سورية وفلسطين ودخل القائد الروماني بومبي أورشليم في سنة 63ق.م، وقد سمح الرومان لليهود بشيء من الحكم الذاتي، ونصبوا في سنة 37 ق.م هيرودس الأدومي الذي اعتنق اليهودية ملكاً على الجليل وبلاد يهودا، فظل يحكمها باسم الرومان حتى السنة الرابعة الميلادية.
وفي عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة اليهود على الرومان فقام القائد تيتوس في سنة70م باحتلال أورشليم وفتك باليهود. ولما قامت ثورة اليهود من جديد بقيادة باركوخيا سنة 132 م أسرع الإمبراطورهادريانوس إلى إخمادها سنة135 ، وخرب أورشليم وأسس مكانها مستعمرة رومانية يحرم على اليهود دخولها، أطلق عليها اسم "ايليا كابيتولوينا" ولما اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية أعاد إلى المدينة اسم أورشليم وقامت والدته هيلانة ببناء الكنائس فيها.
الفتح الإسلامي:
احتلت مدينة بيت المقدس في الدعوة الإسلامية من البداية مكاناً هاماً فقد أشير إليها عدة مرات في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي وكانت قبلة الإسلام الأولى واليها كان إسراء النبي محمد عليه الصلاة والسلام ومنها كان عروجه.
بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك اصبح الطريق مفتوحاً إلى بيت المقدس وطلب أبو عبيدة بن الجراج من الخليفة أن يأتي إلى المدينة لأن سكانها يأبون التسليم إلا إذا حضر شخصياً لتسلم المدينة، وقد ذهب عمر إلى بيت المقدس سنة 15هـ / 636 م وأعطى الأمان لأهلها وتعهد لهم بأن تصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم وبألا يسمح لليهود بالعيش بينهم ومنح عمر سكان المدينة الحرية الدينية مقابل دفع الجزية ورفض أن يصلي في كنيسة القيامة لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي بعده، وذهب إلى موقع المسجد الأقصى فأزال بيده ما كان على الصخرة من أقذار، وبنى مسجداً في الزاوية الجنوبية من ساحة الحرم، وتميز الحكم العربي الإسلامي بالتسامح الديني، واحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية.