سأرحل
أنا سوف أغادر هذا الكون
و اسكن حيث تطل الشمس
وتشرق دافئة في الصبح
و تسطع في وجنات الأفق
الراقد بعد ظلام الأمس
* * * * *
أنا سوف أعود إلى وطني
يشغلني وهم ارقني
افتح كفي و انظر
ماذا غاب بكفي عن نفسي!
و اقلب تلك الصور المحفورة
في وجه جدار العمر الراحل رغما عن عيني
و الواثب حيث يمرالفوت
و الساكن مثل سكون الموت
و الساكت حتى حين يبوح الصمت
* * * * *
َقلبتُ سطورَ التاريخ ِ
ابحثُ عن طيفٍ مريخيِ
طوبيٌ احمرُ ملتهبٌ
ينغرسُ بصدري مثلَ الصخر ِ
و مثلَ الطين ِ و مثلَ القمح ِ
دعني اصرخ!!!
* * * * *
أو مثلَ بريق ِ الأشياء
لما تنفرج الظلمات
لما تنفرد الثنيات
او حين يروح الضوء
يعربد حراً ما بين الغيمات
* * * * *
ينتشر الأبيض في الفتحات
و يفتت أشلاء الوصلات
ويحرك من تلك السكنات
و تصير السحب المنقشعة
أشلاء فتات منتشرة
كسراب تحمله الريح
يركض ليغادر أنحائي
يترك أجوائي و سمائي
ليصير الكون بلا ألوان
فالأبيض يكتسح الأشياء
الأبيض يبتلع الأشياء
و أنا ابتلع الإغماء
* * * * *
سأغادرُ نفسي
حينَ يطلُ القمرُ العائدُ من سفر ٍ
سأغادرُ حينَ يفرُ الدمعُ
و يبكي القمرُ
الساكنُ في عمري
و ُتـلَوِحُ كلُ الأشياءِ
رفقا ًبعروقي و دمائي
تباً لدروبٍ مغلقةٍ
سحقاً لحقوق ٍ مهدرةٍ
عجبا ًمن صبرٍ أحرقني
و جنون ٍ جن فطوقني
و رحيل ٍ لاحَ فأغرقني
* * * * *
و أنا أختنقُ و أحترقُ
و الصبحُ شعاعٌ ينطلقُ
و الفَجرُ سُطورٌٌ تفترقُ
و القرص الأحمر يعلو يعبر يخترق
يتوسط قلب الأفق
كأنه أُرسِلَ يستبق
ربي . . . ربي . .
ما أسرع تلك اللحظات
ما اقصر تلك الأوقات
و أنا مهموم مكدور
يحملني الحزن..
على الأسوار مع الأنوار و في الظلمات
يرسمني حلما فوق الأرض
و عند الأفق و في الساحات
يجعلني ثمراً فوق
الشجر على الأغصان
و في الغابات
أتساقط دمعاً منتحرا ً
يعتنق تراب الأرض فتات
و يغيب ليصبح لا شيء
و يظل القمر بلا دمعات.