أعتدت على رؤيتها في كل يوم جمعه شدني الموقف أليها لم تتأخر أعجبني وفائها والتزامها الموعد
كانت لاتزال بريعان الشباب رغم ان كل من يراها يحسبها في الاربعين من عمرها.
تتشح السواد تسير بهدوء تحمل بين يديها أعواد البخور وماء الورد ترتل أيا من الذكر الحكيم
وتقول بصوت مسموع السلام على أهل لا اله الا الله من اهل لا اله الا الله فهو السلام المتبع عند المرور على المقابر تقترب من القبر بخشوع تام تسلم عليه تقرأ له فاتحة الكتاب الكريم تشعل اعواد البخور وترش القبر بماء الورد تتوسد القبر كأنها تتوسد صدره وتتحدث معه وهي تبكي حتى تغفو على القبر وتنهض بعدها مودعه على امل زيارته مرة اخرى في نفس الموعد ان كانت حيه
ولأعتيادي المنظر وفضول الانسان أحببت ان اعرف قصتها واعرف من هو صاحب القبر
ذهبت لى القبر قرأت سوره من القرآن قرأت الاسم كان عمره 25 سنه وقرأت على القبر طالته يد الغدر بتاريخ كذا قبل سنه من يومي هذا.
قلت في نفسي سأنتظرها الاسبوع القادم وأسألها عن الحكايه
في يوم الجمعه جلست انتظر في طريقها المعهود انتظر قدومها .
انتظرت طويلا بدون جدوى قلت في نفسي قد تكون مريضه او عدم حضورها كان لسبب معين
او قد أتت من طريق أخر لزيارة القبر لأذهب لأرى ان كانت هناك
وصلت الى القبر وجدت جمع من الناس قرب القبر وهم يحفرون لحدا بجانبه وقفت معهم سألت احد الواقفين من يكون المتوفي ؟؟
قال. هي أمرأه توفاها الله اليوم
قلت . وهل هي قريبه لصاحب القبر؟؟
قال هي زوجته كانت تاتي كل يوم جمعه الى قبره ولكنها اليوم لحقته الى الرفيق الاعلى
قلت له بربك أخبرني ماهي القصه؟؟؟
قال هي حكايه مؤلمه
قلت أخبرني أرجوك
قال خطبها قبل سنتان وبعد ان اكمل بيته وجهزه حان موعد الزواج قبل سنه أكملو كل شي
وفي يوم الزواج كان المفروض به ان يأتي ليصطحبها بموكب من بيت اهلها
جهزوها اهلها وجلست تنتظر عريسها ياتي وبين اغاني الفرح من قريباتها واخواتها كانت جالسه صامته انتظرت طويلا وسمعتهم يقولون بأن انفجارا قد وقع في الطريق قد يكون هو سبب اعاقته لهذا الوقت
بعد الانتظار اتصلوا اهلها باهل العريس ليكون النبأ الفاجعه فقد اخبروهم ان ابنهم قد ذهب ضحية الانفجار وهو قادم ليأخذ زوجته سمعت النبأ صرخت ووقعت مغشيا عليها
نقلوها اهلها الى المشفى وبقيت هناك لفتره طويله في حاله نفسيه يرثى لها
وبعدها اخرجوها لتتشح السواد وتصوم نهارها وتصلي ليلها داعية ربها ان يلحقها بزوجها فليس لها في الحياة مطمع بعده
وكان هذا ديدنها تاتي كل يوم جمعه تزوره الى صباح اليوم لم تستطع النهوض من السرير ارسلت في طلب امها أخبرتها بأنها ستلتحق بزوجها واوصتها ان يكون قبرها قرب قبره ثم قرأت أيات من الذكر الحكيم وتشهدة واسلمت روحها لبارئها.
هذه كل حكايتها اخي انا لله وانا اليه راجعون
أعتصرني الألم وتساقطت دموعي وانا اقول
(ياربي ماذا فعل هؤلاء الناس ليرثوا هذا الالم كي يرو هذا العذاب)
وعرفت سر المرأه لكن بعد فوات الأوان
وهاهو الوفاء يتجسم
منقول