ثلاثة عقود عاشها المهندس يحيي عياش , متنقلا بين قطاع غزة والضفة الغربية. يذيق
جيش الاحتلال الصهيوني كافة ألوان العذاب ردا على جرائمه المتواصلة بحق المواطنين الفلسطينيين.
وبرغم السنيين القليلة التي عاشها عياش في كتائب القسام الا انه استحق باقتدار لقب المهندس العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام .عندما أدخل تقنية الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وسير قوافل الاستشهاديين الى داخل فلسطين المحتلة عام 48م .
وكانت انطلاقة عياش الثأرية بعد حادثة استشهاد المصلين في الحرم الابراهيمي 1994م بعد قيام المغتصب الصهيوني جولدشتاين بفتح نيران رشاشه على اجساد المصلين في صلاة العشاء .
وبات عياش المطلوب رقم واحد الى دولة الكيان الصهيوني بعد سلسلة من العمليات الاستشهادية التي نفذها استشهاديون من الضفة الغربية وقطاع غزة .
من هو عياش؟
المهندس يحيى بن عبد اللطيف عياش" المولود في 6 آذار/ مارس 1966 في قرية رافات جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة. درس في قريته حتى أنهى المرحلة الثانوية فيها بتفوق أهله للدراسة في جامعة بيرزيت.
تقول والدة يحيي ان عملية ولادته جاءت سهلة للغاية وبرغم انه البكر لها , فضلا عن ان وزنه كان لحظة خروجه للنور لا يزيد عن الكيلو ونصف جرام, فيما لم يتوقع أحد أن يعيش هذا الطفل الوليد طويلا حتى عمر لثلاثة عقود .
وترعرع يحيي في عائلة عرف عنها التدين وتمسكها بالارض التي عمدها والد يحيي بعرقه فقد , كبر يحيى و كبر معه الألم الذي يعتري الأحرار.
حتى أصبح الشاب اليافع من أبرز نشطاء الكتلة الاسلامية في جامعة بيرزيت التي تخرج منها وحاول الحصول على تصريح للسفر الى الاردن لاتمام دراسته العليا, فما كان من السلطات الصهيونية التي كانت تسيطر على الضفة الغربية سوى رفض طلبه وقد علق احد كبار ضباط المخابرات الصهيونية بعد ان اصبح يحيا مطلوبا للدولة العبرية بالقول "لو كنا نعلم أن المهندس سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحاً بالإضافة إلى مليون دولار" !! . تخرّج من الجامعة عام 1991م بتفوّق و تزوّج من ابنة عمه بتاريخ 9 أيلول / سبتمبر ، 1992م و رزِق منها طفله الأول براء في 1 كانون الثاني (يناير) 1993م و كان حينها مطارداً ، و قبل استشهاده بيومين فقط رزِِق بابنه الثاني عبد اللطيف تيمّناً باسم والده ، وبعد فقدان العائلة لفارسها في عملية اغتيال راح ضحيتها في مدينة غزة أعادته مجددا إلى البيت حين أطلقت على الطفل عبد اللطيف اسم يحيى .
المهندس العسكري للقسام...!!!
بدأت المحافل الصهيونية تلحظ النشاط الواضح ليحي عياش بعد سلسلة من العمليات الاستشهادية التي ادت الى مصرع العشرات من المواطنين الصهاينة وقد التحق عياش في كتائب القسام قبيل العام 1992م , بينما بدأ نشاطه يأخذ في التطور منذ مطلع العام 1992, حتى تركز عمله في كتائب القسام في سلاح التنصيع والهندسة الذي أرسى دعائمه يحيي عياش وترأس كتيبة مصنعي العبوات الناسفة والقنابلة الموجهة , بعد اكتشافه لتركيبة جديدة من المواد الاولية البدائية التي تدخل في صناعة العبوات المناسفة الى جانب السيارات المفخخة التي أطلق يحيي العنان لها بعد تكرار المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
حتى تمكن المهندس من ابتكار سلاح جديد عرف بالاحزمة الناسفة التي كان الاستشهاديين الفلسطينين يلفونها على اجسادهم ليتم تفجيرها وسط تجمع للجنود الصهاينة .
الصهاينة لم يكونوا على قدر كاف لاستيعاب نظرية "قيام رجل واحد بارهاق الدولة العبرية" حتى بدأت اجهزة مخابراتها للايقاع بالمهندس عياش الذي أصبح مطاردا في كل مكان لمدة فاقت الاربعة سنوات تمكن خلالها المهندس من الانتقال من الضفة الغربية الى قطاع غزة على مرأى ومسمع الجنود الصهاينة عندما تخفى بلباس مغتصب صهيوني وهو يردد" وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون".
وتمكنّ المهندس من نقل عملياته النوعية الى قلب الكيان الصهيوني في وقت كان يدعي الصهاينة بأن مركز الكيان الاكثر امنا ,وصعوبة وصول الاستشهاديين الى تلك المناطق .
طاردوه فطاردهم...
قضى المهندس يحيي عياش غالبية فترة المطاردة بين الجبال والكهوف , بعيدا عن أعين الاحتلال الصهيوني الذي لاحقه بكافة اجهزته وعملائه .
وكان يتخفى في منطقة تعرف بالعزبة, يقدم اليها بمرافقة عدد من المطاردين أمثال عبد الفتاح معالي وعدنان مرعي وعلي عاصي، علاوة على الاستشهادي ساهر تمام الذي قتل وجرح العشرات من الصهاينة في عملية "محولا" في الغور، وكان يأتي أحياناً معهم بعض المطاردين الآخرين، فمنهم من نال الشهادة ومنهم من أُسر ومنهم من يتنظر.
أتاحت الكهوف والمغارات التي كان يرتادها عياش في جبال الضفة المجال لتسيير قوافل الاستشهاديين والتخطيط للعمليات الاستشهادية التي ارقت الاحتلال .
ويقول مصدر على قرب من المهندس عياش أنه في إحدى المرات فاجأتهم طائرة مروحية الساعة الثانية صباحاً تقوم باستكشاف المنطقة؛ فما كان منهم إلّا أن أخذوا الارض، ولم يقوموا بأي حركة إلى أن رحلت الطائرة.
وبشهادة من عرفه فقد برع عياش في مظاهر التخفي والهروب من الملاحقة الصهيونية له , فتارة تجده شيخ كبير يسير يتكيء على عصاه , وتارة يجده يتخفى في لباس امرأة وتارة في زي مغتصب صهيوني , دون أن يعرفه أحد حتى بشخصيته الحقيقية.وحتى عندما كان يصلى بين الناس في المساجد دون أن يعرفه أحد، إذ كان يغيِّر من ملامحه ببراعة، وكان يحفر أحيانا مغارة يبيت فيها بحيث يمرّ عنها أي شخص دون أن يلحظ شيئاً.
ويضيف المصدر بأن الملاحقة الصهيونية لعياش بدأت بعد قيامه بتجهيز سيارة مفخخة تم اكتشاف أمرها قبل لحظات من نجاح العملية. واعتقل حينها الشابين عماد فاتوني ورائد حسان، وحُكم على كلٍّ منهما بثلاثين سنة سجناً قضوا منها حتى الآن 16 سنة. وقد أفلت حينها عبد الفتاح معالي من الأسر، بينما صار يحيى عياش مطلوباً وقتها منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) لسنة 1992، وذلك بعد انكشاف أمر السيارة المفخخة.
ماذا قالوا عن المهندس؟
- إيهود يعاري المعلق في التلفزيون الصهيوني " يحيى عياش يمثل رمز العمل العسكري الاستشهادي"
- شمعون رومح إنه"لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطراً للاعتراف بإعجابي و تقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات و خبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه و على روح مبادرة عالية و قدرة على البقاء و تجديد النشاط دون انقطاع .
- اسحاق رابين رئيس الوزراء الصهيوني "أخشى أن يكون جالساً بيننا في الكنيست" و"لا شك أن المهندس يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره و أن استمرار وجوده طليقاً يمثل خطراً داهما على أمن "إسرائيل" و استقرارها" .
- موشيه شاحل وزير الأمن الداخلي السابق فيقول : "لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عياش إلا بالمعجزة ، فدولة "إسرائيل" بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حلاً لتهديداته" ..
- الجنرال أمنون شاحاك رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق فيقول : "إن "إسرائيل" ستواجه تهديداً استراتيجياً على وجودها إذا استمر ظهور أناس على شاكلة المهندس" .
- يعكوف بيري رئيس المخابرات الصهيونية يقول"إنني أقر أن عدم القبض على المهندس يمثل أكبر فشل ميداني يواجه المخابرات منذ إنشاء دولة (إسرائيل)" .
-جدعون عزرا نائب رئيس المخابرات سابقاً يقول "إن احتراف المهندس و قدرته تجلّت في خبرته و قدرته على إعداد عبوات ناسفة من لا شيء".
يوم الشهادة.
يروي أسامة حماد صديق المهندس أيام الدراسة و الشاهد الوحيد على عملية الاغتيال حيث قال إن يحيى التجأ إليه قبل خمسة شهور من استشهاده حيث آواه في منزله دون أن يعلم أحد و كان كمال حماد و هو خال أسامة و يعمل مقاول بناء على صلة وثيقة بالمخابرات الصهيونية يلمّح لأسامة بإمكانية زيارة يحيى له في شركة المقاولات و إعطاه جهاز بيلفون لاستخدامه ، و كان كمال يأخذ جهاز البيلفون ليوم أو يومين ثم يعيده ، و قد اعتاد والد المهندس الاتصال مع يحيى عبر البيلفون و قد طلب منه يحيى مراراً الاتصال على الهاتف البيتي و قد اتفق يحيى مع والده على الاتصال به صباح الجمعة القادم على الهاتف البيتي ، و في صباح الجمعة الخامس من يناير 1996 اتصل كمال حماد بأسامة و طلب منه فتح الهاتف المتنقل لأنه يريد الاتصال من الكيان و اتضح أن خط هاتف البيت مقطوع ، و في الساعة التاسعة صباحاً اتصل والد يحيى على الهاتف المتنقل الذي أبلغ أسامة أنه لم يستطع الاتصال على الهاتف البيتي و استلم المهندس الهاتف و قال لوالده : "يا أبي لا تظل تتصل على البيلفون" ، حينها دوّى الانفجار من الهاتف و سقط المهندس ، و اللحم يتناثر و الزجاج يتحطّم و بقع الدم تتناثر و يتضح أن مادة متفجرة تزن 50 غراماً انفجرت في الهاتف النقال ، ليستريح المقاتل الصلب بعد سنوات الجهاد و يصعد إلى العلا و المجد يلتقي هناك بالنبيين و الصديقين و الشهداء بإذن الله . و ما إن انتشر خبر استشهاد المهندس حتى ساد في أنحاء فلسطين خاصة و العالم الإسلامي عامة حالة من عدم الاستقرار و خرجت الآلاف في شوارع قطاع غزة و فلسطين يهيمون على وجوههم بغير وعي و أعلنت سلطات الاحتلال حالة الطوارئ و أغلقت الضفة و غزة و نشرت قوات معزّزة . فاسدلت فلسطين الستار على قصة المهندس عياش الذي لا زال يعيش حيا في الامة الى اليوم .
وكانت الجمعة الحزينة 15 شعبان 1416هـ الموافق الخامس من كانون الثاني يناير 1996م ليست كأي جمعة مرت على الشعب الفلسطيني فقد أراحت الجسد الذي تعب من أسفاره ورحلاته الكثيرة.
عمليات من صنع المهندس.
طيلة الفترة التي عاشها يحيي عياش , يخطط وينسج العمليات الاستشهادية ويرسل الفدائيين كحمم بركانية تتفجر في قلب دولة الكيان الصهيوني , ولازالت عملياته الاستشهادية ومضات على طريق المقاومة الطويل.
وعبر سنوات ضارية من العمل المقاوم ذي المواصفات النوعية , خطط الشهيد يحيى عياش ونفّذ وأدار عدداً من العمليات ضد الاحتلال. وكانت لعملياته ظروف سياسية وصدى أمني واسع، وتفاعلات كبيرة، ونتائج أرعبت الاحتلال وأعاقت مخططاته.
ومن أبرز العمليات التي اعد لها وخططها يحيي عياش ونذكر منها:.
- عملية مستوطنة ((ميحولا))
في الوقت الذي كان فيه المبعدون في مرج الزهور يتقدمون في (مسيرة الأكفان) احتجاجاً على استمرار تجاهل مطالبهم بالعودة، قام المجاهد ساهر التمام بشن أول هجوم استشهادي في فلسطين، وذلك حين اقتحم بسيارته مستوطنة ((ميحولا)) القريبة من مدينة بيسان في 16 نيسان/أبريل 1993، مخترقاً الطوق الأمني والعسكري الذي ضربه العدو حول الضفة الغربية. وفجّر سيارته وسط حافلتين عسكريتين كانتا متوقفتين أمام مقهى، مما أدى إلى مقتل جندي صهيوني وجرح تسعة آخرين.
- عملية مصلحة السجون
في 12/9/1993 قام الاستشهادي أيمن عطا الله، من كتائب القسام، بقيادة سيارة مفخخة واختراق الشارع الرئيسي في مستوطنة ((نتساريم)) جنوبي مدينة غزة، وما إن خرجت السيارة باتجاه منطقة الشيخ عجلين، حتى اصطدم المجاهد بسيارة للعدو وانفجرت السيارتان مما أحدث دوياً هائلاً اضطرت إثره سلطات الاحتلال إلى الاعتراف بالعملية وإصابة ضابط ومجندة صهيونية.
- عملية مستوطنة((بيت إيل))
قام الاستشهادي سليمان زيدان في 4/10/1993، بقيادة سيارة مفخخة على الطريق بين القدس والمستوطنات اليهودية في شمال الضفة الغربية، وعند وصوله إلى مستوطنة ((بيت إيل)) وقرب القيادة الخاصة للجيش الإسرائيلي في الضفة، صدم المجاهد بسيارته حافلة عسكرية تقل العشرات من جنود الاحتلال، لتنفجر السيارة مع الحافلة، ويعترف العدو بجرح ثلاثين صهيونياً.
- 6 أبريل 1994: الشهيد "رائد زكارنة" يفجر سيارة مفخخة قرب حافلة صهيونية في مدينة العفولة؛ مما أدى إلى مقتل ثمانية صهاينة، وجرح ما لا يقل عن ثلاثين. وقالت حماس: إن الهجوم هو ردها الأول على مذبحة المصلين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.
- 13 أبريل 1994: مقاتل آخر من حركة "حماس" هو الشهيد "عمار عمارنة" يفجر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة صهيونية في مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر؛ مما أدى إلى مقتل 5 صهاينة وجرح العشرات.
- 19 أكتوبر 1994: الشهيد "صالح نزال" - وهو مقاتل في كتائب الشهيد عز الدين القسام - يفجر نفسه داخل حافلة ركاب صهيونية في شارع "ديزنغوف" في مدينة تل أبيب؛ مما أدى إلى مقتل 22 صهيونياً وجرح ما لا يقل عن 40 آخرين.
- 25 ديسمبر 1994: الشهيد أسامة راضي - وهو شرطي فلسطيني وعضو سري في مجموعات القسام - يفجر نفسه قرب حافلة تقل جنوداً في سلاح الجو الصهيوني في القدس، ويجرح 13 جندياً.
- 22 يناير 1995: مقاتلان فلسطينيان يفجران نفسيهما في محطة للعسكريين الصهاينة في منطقة بيت ليد قرب نتانيا؛ مما أدى إلى مقتل 23 جندياً صهيونياً، وجرح أربعين آخرين في هجوم وُصف أنه الأقوى من نوعه، وقالت المصادر العسكرية الصهيونية: إن التحقيقات تشير إلى وجود بصمات المهندس في تركيب العبوات الناسفة.
- 9 أبريل 1995: حركتا حماس والجهاد الإسلامي تنفذان هجومين استشهاديين ضد مواطنين يهود في قطاع غزة؛ مما أدى إلى مقتل 7 مستوطنين رداً على جريمة الاستخبارات الصهيونية في تفجير منزل في حي الشيخ رضوان في غزة، أدى إلى استشهاد نحو خمسة فلسطينيين، وبينهم الشهيد "كمال كحيل" أحد قادة مجموعات القسام ومساعد له.
-24 يونيو 1995: مقاتل استشهادي من مجموعات تلاميذ المهندس "يحيى عياش" التابعة لكتائب الشهيد "عز الدين القسام" يفجر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة ركاب صهيونية في "رامات غان" بالقرب من تل أبيب؛ مما أدى إلى مصرع 6 صهاينة وجرح 33 آخرين.
-21 أغسطس 1995: هجوم استشهادي آخر استهدف حافلة صهيونية للركاب في حي رامات أشكول في مدينة القدس المحتلة؛ مما أسفر عن مقتل 5 صهاينة، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، وقد أعلن تلاميذ المهندس يحيى عياش مسؤوليتهم عن الهجوم.
- عملية شهداء حي الشيخ رضوان
في إطار التعاون القائم بين كتائب القسام وسرايا القدس 9/4/1995 نفذ الشهيد البطل خالد محمد الخطيب من ((سرايا القدس)) عملية استشهادية عندما صدم بسيارته المفخخة حافلة للجنود الصهاينة على مقربة من مستوطنة (كفار داروم) في قطاع غزة، وقد أسفر الانفجار الضخم عن مقتل تسعة جنود وجرح حوالي 43 صهيونياً آخر.
أما العملية الثانية فقد نفذها الشهيد القسّامي عماد أبو أمونة والذي قاد سيارته المفخخة ليفجرها بين مجموعة من الآليات العسكرية الصهيونية التي كانت تسير باتجاه مفترق (نتساريم)، مما أدى إلى مقتل أحد الجنود الصهاينة وإصابة عشرة آخرين. وقد كانت العمليتان رداً على اغتيال العدو لأربعة من قادة القسام في حي الشيخ رضوان.
وكتب الشهيد عبد العزيز الرنتيسي قصيدة يرثي فيها المهندس عياش بعد استشهاده .
عياش حيٌ لا تقل عياش ماتْ أو هل يجف النيل أو نهر الفرات
عياش شمسٌ والشموس قليلة بشروقها تهدي الحياة إلى الحياةْ
عياش يحيا في القلوب مجدداً فيها دماء الثأر تعصف بالطغاةْ
عياش ملحمة ستذكر نظمها أجيال أمتنا كأغلى الذكرياتْ
عياش مدرسة تشع حضارةً عياش جامعة البطولة والثباتْ
يا سعد أم أرضعتك لبانها فغدت بيحيى شامةً في الأمهات
اليوم يا يحيى ستنهض أمةٌ وتثور تنفض عن كواهلها السباتْ
ونعيد ماضينا ويهتف جندنا النصر للإسلام بالقسام آتْ
فتصيح من دفء اللقاء ديارنا عاد المهادر من دياجير الشتات
عبدت درباً للشهادة واسعاً ورسمت من آي الكتاب له سماتْ
وغرست أجساد الرجال قنابلاً وكتبت من دمك الرعيف لنا عظات
فغدت جموع البغي تغرق كلما دوى بيانٌ: من هنا عياش فاتْ
وارتد بأسهم شديداً بينهم وتفرقوا بين الحمائم والغلاة
هذي الألوف أبا البراء تعاهدت أن لا نجونا إن نجت عُصبُ الجناةْ
وتآلفت منها القلوب فكلها يحيى فويلٌ للصهاينة الغزاةْ
يا ذا المسجى في التراب رفاته من لي بمثلك صانعاً للمعجزات؟
أنعم بقبرٍ قد تعطر جوفه إذ ضم في أحشائه ذاك الرفاتْ
آن الأوان أبا البراء لراحة في صحبة المختار والغر الدعاةْ
أبشرْ فإن جهادنا متواصلٌ إنْ غاب مقدامٌ ستخلفه مئاتْ