عمِل يحيى بجدٍ ونشاط، وقام بكافةِ تكاليف وأعباء الدعوة الإسلامية- سواءٌ داخل الجامعة أو في مدينة رام الله أو قريته رافات- ووظَّف المهندسُ سيارةَ والده التي اشتراها في خدمةِ الحركة الإسلامية حين دأب على السفرِ إلى رافات وقام بإرساءِ الأساسات وشكَّل أنويةً لمجموعاتٍ من الشباب المسلم الملتزم، وحينما انفتح الأفق على حركةِ المقاومة الإسلامية حماس كانت هذه المجموعات في طليعةِ السواعد الرامية خلال سنوات الانتفاضة المباركة الأولى؛ ونظرًا للدور الريادي الذي قام به وحكمته وأدبه وأخلاقه فقد اعتبرته الفصائل الفلسطينية شيخ الحركة الإسلامية في رافات، ترجع إليه في كافةِ الأمور التي تتعلق بالفعالياتِ أو الإشكاليات خلال الأعوام (1988م- 1992م).
ميلاد البطل . . فذاً ..مجاهاً ..قائداً ..صلباً ……
مع انطلاقِ شرارة الانتفاضة أرسل أبو البراء رسالةً إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام يُوضِّح لهم فيها خطةً لمجاهدة اليهود عبر العمليات الاستشهادية، وأصبحت مُهمة يحيى عياش إعداد السيارات المفخَّخة والعبوات شديدة الانفجار.
أُدرِج المهندس على قائمةِ المطلوبين لقواتِ الاحتلال لأول مرة في نوفمبر سنة 1992 إثر اكتشاف السيارة المفخَّخة في رافات والتي أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام مسئوليتها عن تفجيرها، وفي السادس عشر من أبريل سنة 1993م وفي مفترق "محولا" في الغور نُفِّذ هجومٌ استشهاديٌّ بمحاذاة حافلة ركاب صهيونية قُتِل فيها صهيونيٌّ وأُصيب تسعةٌ آخرون، وفي أغسطس 1993م وبتوجيهٍ من المهندس نفَّذ علي عاصي ومحمد عثمان هجومًا نحو موقع للجيش الصهيوني قُرب مفرق كفر بلوط أسفر عن مقتلِ جنديين.
وفي يناير 1994م توجَّه مع علي عاصي يحمل عبوةً ناسفةً محكَمَةً ووضعها في ميدان رماية للجيش الصهيوني في منطقة رأس العين وانفجرت العبوَّة وأُصيب جنديان بجروحٍ خطيرةٍ، وانطلق الشهيد ساهر تمام في سيارته المفخَّخة التي أعدها المهندس لتتفجَّر بجوار باصٍ صهيوني يقلُّ جنودًا من جيش الاحتلال، وقد أُصيب ثلاثون جنديًّا بجراحٍ، ثمَّ انطلق الشهيد الشيخ سليمان بسيارته المفخَّخة لينفجر بجوار باصٍ؛ حيث قُتِلَ شخصان وأُصيب ثمانيةٌ بجراح.